Thursday, June 26, 2008

لخبطــــة !!!

لخبطــــة

ألوان كتيرة ملخبطة
ورق و كله شخبطة
لوحة ملامحها مشلفطة
لا باينة رسمة و لا شوية شخبطة !!

بالتة ألوان كبيرة
ألوانها ساحت عملت ألوان كتيرة
و الأصل تاه وسط الدنيا المريرة
و ساب دنيا آخر لخبطة !!

شخبطت حبه و الناس دي شاهدة
خطين تلاتة حسبوها وردة
ده قال جميلة و ده زهرة شاردة
و دي لسة مجرد شخبطة !!

عامل مفتح و في الأصل نايم
فنان حقيقي و لا أنت واهم
و الناس بتفتي و لا حد فاهم
و ناس في الخط مبلطة !!

بالفرشاة برسم و بلون كمان
حواليا لحن مش باين ناي من كمان
نسكت كفاية و لا نقول كمان
ده حتي الكلام ملوش معني و آخر لخبطة !!

دنيا عجيبة ...
جدور طينتها مليانة طيبة
سقوها سقية .. شقت ثمارها طلعت غريبة
يعني صباح اللخبطة !!

دنيا كبيرة معيّلة
حرة و بردو مسلسلة
عيشتها حلوة منيّلة
شابت و لسة مقطقطة !!

دنيا حلاوتها مشطشطة
لوحة ملامحها مشلفطة
لا باينة دنيا و لا شوية شخبطة
دي دنيا اخر لخبطة !!!


Esraa Hamed
1/2/2008

Saturday, June 14, 2008

بائعة المناديل !!!





بائعة المناديل !!!


تستيقظ مبكرا كعادتها ... تزيح كل الأسترة ... يوم مشرق جديد ... تنفض ما عليها من تعب و هواجس كل الايام .. و تبدأ يومها الجديد ..
تشبعها أشعة الشمس اللامعة .. تتراقص في كل أرجاء حجرتها الصغيرة .. ودت لو حطمت كل تلك النوافذ لتستمتع بمزيد من تلك الاشعة الذهبية .. تشعر و كأنها كنزها المترائي .. يترائي أمامها كل صباح ... يذكرها بأحلامها البعيدة .. فطالما تمني النيام حلول الصباح .. و طالما تمنت و لو جزء من أحلامها ... و طالما كانت لها تلك الاشراقات أملا و دليلا علي تحقق مزيدا من الأحلام .. فمع كل شمس تتفتح أحلاما جديدة ..

الساعة الآن الثامنة ... أمامها أقل من الساعتين ... بضع كسرات من الخبز الجاف كان فطورها .. بعض التمارين الخفيفة كان أداؤها اليومي ... تعودت علي البقاء مالا يقل عن النصف ساعة يوميا تناجي الطيور من شرفتها الصغيرة .. طيورها الصغيرة .. أصدقاؤها .. صافي و زغلول .. هكذا أطلقت عليهما ..
تتقاسم معهما لقيمات الحياة .. ودعتهما و استأذنتهما بالرحيل مع وعد منها باحضار بعض الحبوب التي يفضلونها .. ودعوها بزقزقات حانية ...

جمعت مناديلها .. و حاجياتها و في بضع ثوينات كانت بالخارج !!!

مرت حوالي نصف الساعة حتي وصلت لمكانها المعتاد .. و بدأت عملها كالمعتاد .. مناديل يا بيه .. مناديل يا هانم !!
هكذا كانت تجول الشوارع بائعة للمناديل .. هناك من يشتري .. و هناك من يستهزئ .. و هناك من تنم عيناه عن شره لا يعبر عن بني انسان ..

طالما اسعدتها تلك المهنة و طالما حققت لها مزيدا من أحلامها .. أسرار البشر .. لغة العيون .. طالما تمنت لو اتقنت تلك الفنون ..
أربعة أعوام متصله كانت فيهم بائعة للمناديل .. أربعة أعوام تعلمت فيهم الكثير .. تعلمت فيهم كيف تقرأ وجوه البشر .. العيون جسر يقود إلي دواخل الروح .. تجاعيد الأوجه انما هي خرائط لحياة أصحابها ..

ارتسمت علي ملامحها قوانين الحياة .. لفحت حرارة الشمس وجهها .. أكسبتها مزيدا من الجلد .. مزيدا من القوة .. مزيدا من الحياة ..
كانت صديقة ملازمة لنجم الصباح .. شمس الأصيل .. ما تلبث أن تغيب حتي تغيب معها و تعود لعصفوريها معها قليل من النقود تبتاع بها غذاءها و حبوبهما .. و تستعير كتابها الأسبوعي من عند عم ادريس ..

هكذا عاشت حياتها البسيطة .. تتعجز علي سنونها الثلاثين .. و تتونس بعصفوريها اللذان ألفاها و آلفت الحديث معهما .. هكذا انحصرت حياتها بين كتاب يتجدد كل بضعة أيام .. تحاوطها أكياس المناديل .. و تتراقص علي زقزقات صافي و زغلول كلما شعرت بضيق الكون عليها و طالما أحست بسعادة تغمرها لا تعرف مصدرها ..
لا تعلم ما الذي جعل شريط أيامها يدور أمامها في تلك الساعة .. لا تعلم ألفخر تراه فيها .. أم لملل تصحبه رغبة في تغيير ذلك النمط اليومي لحياتها ..
يوم حار طويل .. شمس حارقة .. صخب و هتافات .. اليوم ليس ككل الأيام .. ثمة شئ غريب يدور حولها لا تدريه .. إنه الحدس .. الرؤية الداخلية ..

سيارتان تصطدم أمامها .. يعتذر احدهما للآخر بينما أحست أحدهما كان يعد نفسه ليصب كل غضب العالم علي رأس ذلك المعتذر .. و كما تعودت لفيف من المارة يصطف و كأنهم هم الأخرون قد أعدوا أنفسهم لفض نزاعات الشوارع .. و كأنها هي الأخري قد أعدت نفسها منذ زمن لمراقبة ما تراه و الاحتفاظ به لسبب إلي الآن يحاصرها غموضه .. و كأن لكل مار دوره الذي يسير من أجله ..

تمر عليها الساعات .. مازال الشارع يحتبس سائريه .. ما أقسي ذلك الشعور بالملل .. ملل يخترقه ترقبات لما أملاه عليها حدسها .. أصبحت تحملق في وجوه البشر .. تشعر أن لكل منهم سر يخفيه وراء تلك العينين .. ودت لو تخترق كل تلك العيون .. ربما نوعا ما من الفضول .. ربما هناك قدر جديد ينتظرها لينتزعها من بين مناديلها المبعثرة !!!

ألم بسيط أصاب معدتها جعلها تعود أدراجها إلي عصفوريها .. ربما كان ذلك الألم أيضا لحكمة ما .. ربما كانت عودتها المبكرة تلك لسبب آخر .. لا تعلم كيف ربطت بين ذلك الشارع العجيب و ما يحمله من أشخاص يتناقضون و يتفقون .. من أحداث و روايات .. من عيون و أسرار .. و بين حياة كل من يحيا عليه .. و كأن تلك الحياة هي ذلك الشارع .. و تذكرت حادث تلك السيارتين و كيف أن لكل مار بذلك الشارع دوره الذي خلق لأجله .. استشعرت معني القدر .. الأقدار .. و كأن كل شئ قد قدر لنا منذ ولادتنا .. و علينا أن نكتشف أقدارنا بأنفسنا و نعمل من أجلها .. وجدت الأفكار تنساب في رأسها .. لا تعلم ما الذي جاء بتلك الوريقات أمامها .. ربما كان ذلك القدر .. بحثت عن قلم فوجدته و كأنه بانتظارها .. و قررت الخوض في حياة جديدة بين تلك الوريقات .. قررت أن تكتب كل ما يعتريها .. كل ما تشاهده .. كل ما تسمعه .. و ما تشعره .. ربما كان هذا ما أملاه عليها حدسها .. ربما كان هذا ما أعده لها صانع الأقدار ..

" تري ما أسرار تلك الأوجه .. تلك القناعات .. وجوه تكاد طيبتها تشق عنها .. و وجوه يبدو عليها سخط العالم .. و عيون لا سبيل للغوص في دواخل روحها .. لا تظهر سوي بعض الشرود المصحوب بحزن عميق .. ورع يغطي قلوب البعض .. و فجور يطل من أعين البعض الآخر ..
سواد يسود لون الأرض .. و صفاء يعم لون السماء .. منتهي التناقضات .. و كأن ذلك الشارع هو طريق الحياة .. يعبر كل عابر منه حاملا علي ظهره حقيبة أحلامه .. تحرق حرارة الشمس البعض فيلقونها ليسرعوا طريقهم .. و هناك من تسرق حقائبهم .. و كثيرون من اكتفوا بحمل حقائب غيرهم راضيين ببعض لقيمات تطعمهم اياها حيواتهم .. قليلون فقط من يكملون طريقهم الي أن يصلوا لنهاية رحلتهم الطويلة حيث يتمكنوا من استخراج تلك الأحلام .. و حتي هؤلاء منهم من يفقد مفتاح حقيبته فيعود ادراجه لحيث اتي .. و منهم من يساعده آخر في فتحها فيتقاسم معه ما بها .. و في النهاية معدودون من يستخرجون أحلامهم المدفونة في حقائبهم ..
ياالله .. حتي هؤلاء المعدودون قليلون منهم من يجيدون الحفاظ علي تلك الأحلام بعد استخراجها .. و قليلون قليلون من يجيدون الاستمتاع بها .. و كأن الاستمتاع بتلك الدنيا لا يحق إلا فقط لمن يستحق .. "

تري ما كان حلمها ..أأكتفت فقط بالغوص في أسرار العيون .. أم كانت بائعة المناديل حلم يرضيها .. لا تحوي حقيبتها سوي بعض المناديل .. و لكن بجعبتها أسرار عيون البشر .. بعينيها تساؤلات .. تذكرت مقولتها " انما لكل سائر دور تجاه ذلك الشارع " و اعتقدت ان دورها كان في متابعة و تعلم لغة العيون .. ربما الآن فقط قد زاد علي ذلك تدوين ماتراه !!

" استعجب سعادتي رغم كوني بائعة للمناديل .. عصفوران صغيران .. حجرة تشققت جدرانها .. لقيمات لا تكاد تشبع عصفوريّ .. و لكنها رغبة الحياة .. و كأن نظرتنا للأمور تعكس صورتها .. و كأن ذلك العالم علي كبره و ضخامته ما هو إلا مرآة لنا .. لحياتنا .. تتجسد مشاكل العالم أحيانا في أعين هؤلاء الذين يطلون من سيارتهم الفخمة .. ينظرون بعطف ليشتروا كيسا من المناديل .. و ربما تجتاح السعادة آخرون يظهر عليهم ضيق ذات اليد .. أشعر بسعادة تعتري عصفورين حبستهما الحياة في قفصها الصغير .. لا يملكان سوي قوت يومهما .. و حب كل منهما للأخر .. أعشقهما عندما يزقزقان مالئين الكون بألحانهما الرقراقة .. ربما كانت تلك السعادة التي تعتريهم ربما لإسعادهم الكون بتلك الزقزقات .. ما أجمل ذلك العطاء الذي أحسبه مانح السعادة الأعظم .. علي قدره تكون سعادتنا .. " .


تتفتح عيون علي بهاء زمانها ..
تسعد فتري للوجود بريقا ..
و تغلق عيون أخري مكانها ..
فلا تري سوي ظلم الطريق ..
و يبقي الكون أقساما ..
و تبقي دواخلنا تضفي علي الوجود ألوانا ..
و تبقي العيون ترسم ما تود رؤياه ..
فتتلون عيون الكون بلون منظار رائيها ..
و تتفتح الدنيا إن استيقظ ساكنيها ..
و تبقي حيواتنا مرآة لذاتنا ..
و نكون كما نحن .. نلون أزماننا بما فينا ..

كانت مرتها الأولي التي يترجم قلمها ما علمته إياها أيامها .. خطـّت سطورها و استعادت ذلك المعني .. فكرة الأقدار .. ألم أصابها حسبته شرا و بين طياته خير ينتظرها .. عودة مبكرة .. وريقات تبعثرت أمامها لا تعلم من جاء بها .. و عصفوران ملئا الكون إلهاما .. فكل شئ مهما كانت ضآلته يحمل في طياته حكمة قد تغير حياة أشخاص ... ما أغربها تلك الحياة .. تفيض علينا أحيانا بخيرها .. و أحيانا تسلبنا و ما نملك .. و ربما كانت الثانية هي ذات الخير الأعظم ..

تستلقي .. تفكر بما خطـّته يداها .. تفكر فيما أهدته إياها الحياة .. تتذكر كتابها فعليها أن تعيده بالغد .. تقرأ به حتي يغلب النعاس علي عيونها ..
و لكن أحداث اليوم يبدو أنها قد حالت بينها و بين الخلود إلي نوم عميق .. لا يغمض لها جفنين .. فحدسها اليوم ألهمها بالكثير و عليها كما اعتادت القول "البحث وراء مانقوله لأنفسنا في ساعات اللاوعي التي تحيانا قبل أن نحياها .. و علينا اقتناص تلك الفرص التي تومض بها الحياة أحيانا .. " .

غالبها النعاس أخيرا .. و لم يوقظها سوي صافي و زغلول اللذان راوداها منامها فأيقظاها علي حلم جديد راودها .. سر جديد من أسرار الحياة !!


اسراء حامد
7 مارس 2008