اتأمل تلك الستائر المسدلة ..
خلف نافذتي الزجاجية ..
أنظف حجرتي من بقايا خريف قديم ..
اتخلص من تلك القصاصات القديمة ..
أكسّر تلك البراويز الخاوية ..
أبدلها ببعض لوحاتي السيريالية ..
أمسك فرشاتي ..
و أطلي الجدران بألوان ناريّة ..
أجمّع كل الآلام القديمة ..
أجعلها وقودا لمدفأتي الزجاجية ..
أعود لنافذتي ..
أقطع تلك الستائر البالية ..
أكسر ذلك الزجاج الأسود ..
أفتح نافذتي أخيرا لتطل علي شتـــاء ..
لا ألبث حتي يختفي ذلك الصمت الكئيب ..
يمطرني الشتاء بأمطاره الحانية ..
تجتاحني رعشات دفء هذا الصقيع ..
أستمتع بهدوء طلقات الرعد المدوية ..
ما أجمل ذلك الشتاء ..
بثلوجه الدافئة و شمسه الثلجية ..
كم انتظرتك أيها الشتاء ..
كم اشتاق لدفء صقيعك ..
لنور ليلك ..
لشعاع شمسك ..
كم أعشق تلك الأمطار ..
رحيقها .. صمتها ..
صراخها .. و فرحها ..
أنينها .. و لهوها ..
كم أشتاق إليك أيها الشتاء ..
لأنثر بضعا من تلك اللآلئ في سمائك ..
علي الحياة فتزداد بهاءا ..
و ألون جدراني بألوان زهورك ..
و أعطر ثيابي برحيق أمطارك ..
حقا .. كم أشتاق إليك ..
تنتظر الزهور و الأشجار و معها كثير من الكائنات الأخري الشتاء كل عام لتحيا معه أروع قصة حب تشهدها الحياة ..
ننتظر نحن الربيع دائما ..
ربما طال انتظارنا كثيرا ..
و ربما قد يطول مدي الحياة ..
( حتي في هذا الاختيار كانت تلك الكائنات أكثر ذكاءا منـّا .. )
فلننتظر و لننتظر كثيرا ..
أو لنكسر تلك النوافذ و نحيا الآن علي رحيق أمطار الشتاء ..
Esraa Hamed
16/10/2008