Wednesday, October 1, 2008
Tuesday, September 9, 2008
Thursday, August 28, 2008
عادت …
عادت .. و لما استنفذت ما تملكه من قوة و تحدي ..
عادت .. لتستمد قواها من موطنها الأصلي ..
عادت .. و كلها أمل في غد مشرق قريب ..
عادت .. لتجدهم قد ذهبوا جميعا .. و إلي أين لا تدري ..
تذكرت أحداث ماضية .. و كيف ذهبت و كيف لم يرضوا لها بالذهاب .. و ها هي قد عادت لتجدهم قد ذهبوا بدلا منها ..
انتظرت كثيرا قبل أن تقرر الرحيل ثانية .. و أخيرا لملمت أنفاسها و ارتدت رداء قوتها المتبالي .. و قررت الرحيل ..
رحيل من دنيا إلي أخري ..
لا تدري وجهتها و لكنها فقط تريد الرحيل .. الرحيل بعيدا من هنا ..
أوقفت سيارة أجرة و ركبت و ساد صمت طويل لم يفيقها منه سوي صوت اصطدام السيارة ..
أصوات و هتافات و زعيق .. و كأنها تحرضها علي العودة ..
خيل لها وسط هؤلاء شخصا رأته من قبل .. أو ربما قد تشابهت الأشكال .. حدقت نظرها و تمعنت به لتجده هو الاخر ينظر إليها و قد تملكته الحيرة و الذهول ..
نعم انه هو .. قد تغيرت ملامحه كثيرا .. و لكنه هو .. قد انتظرها كثيرا و لكن قد فني الصبر ..
و ها هي قد أتت ..
دارت أحداث .. ذكريات و خيالات .. دار كل شئ بذهنها .. اختلطت مشاعر السعادة بالفضول بالحزن بالترقب .. مشاعر غريبة متضاربة و لكن سرعان ما أفاقت منها عندما لمحت بيده طفلا يصيح هيا أبي كفانا وقوفا !!
لم تدري إلا و هي غارقة بين ذكريات ممزوجة ببعض دموع العمر .. قد باعت حلمها .. و قررت الرحيل بحثا عن الثروة .. الثروة التي لا تعوض صاحبها عن مشاعر صادقة لا تشتري و لا تبتاع ..
عذرا سيدتي لن استطع ايصالك !!
هكذا قال سائق السيارة بعد أن تكسرت سيارته .. نزلت و جمعت حاجياتها و معها أنفاسها و تركت نفسها لساقيها تأخذها أين تشاء .. و لم تدري إلا و هي في بيتها البالي القديم .. لم تشعر براحة طوال سنين سفرها كما هي الآن .. معها من النقود ما تبتاع به أفخم بيت في أرقي مكان .. و لكنها الآن قد تعلمت الدرس !!
تعلمت أن راحة النفوس أهم بكثير من راحة الأبدان ..
تعلمت أن ثروة القلوب أقيم ألف مرة من ثروة الجيوب ..
تعلمت أن الدنيا قد تأخذنا و قد نأخذها ..
تعلمت أنه ليس كل شئ يشتري بالمال ..
فالحب و الرضا و السعادة و الأمان كلها معان ٍ لا تشتري إلا بالعطاء ..
تعلمت الآن معني الحياة !!
21/1/2008
Wednesday, August 20, 2008
قهوة بالفانيليا .. تاااااج

1- أذكر صفتين لا يعرفها من يحدثك لأول مرة
اللي بيتعرف عليا في الاول مبيعرفش اني رغاااااية خالص دايما الانطباع الاول اني هادية
2- أذكر صفتين يراها الناس فيك وهى ليست كذلك
هو الهدوء بس
3- أذكر ثلاثة من مدوناتك المفضلة
شيماء سمير
4 - لو معك ثلاث وردات لمن تهديها
هما 3 وردات مش هيكفوا اكيد
لبابا و ماما
5- من هو افضل رئيس عربى برأيك برر بسببين
!!!!!!
6- شئ فعلته وندمت
7- شئ لم تفعله وبردو ندمت
8- حلم تتمنى تحقيقه
نفسي ابقي ديزاينر ناجحة و مشهورة
أهدى التاج لثلاثة مدونين
أريج السمر
Sunday, August 3, 2008
ليتني أدرك !!!
قبل ما أقول الخاطرة في حاجتين مهمين جداااا لازم أقولهم
أولا اعتذااااار كبير جدااا عن تأخيري و عدم متابعتي الجيدة لمدوناتكم و التعليقات عندي بس فعلا كنت في ظروف نفسية سيئة نوعا ما ..
بجد اعذروني و ان شاء الله هتابع كل المدونات تاني و هرد علي كل التعليقات
و طلب صغنتوت جدااا
دعواتكوااااا :)
-------------
تاني حاجة و هي حاجة بسطاني شخصيا جدااا و يارب تبسطكوا انتوا كمان
عايزة اهني اجمل بنت في الدنيا بمناسبة صدور ديوانها الأول "أطياف الصمت"ـ
امبارح كنت في حفلة توقيع ديوان شيماء سمير صديقتي الجميلة و بجد الحفلة كانت اكتر من رااائعة و شيماء أضاءت المكان كعادتها
بجد لااااازم كولكوااا تيجيبوا الديوان
اناواثقة انه هيعجبكوا جداااا ان شاء الله
ليتني أدرك !!!
سماء بلا حدود تملؤها سحب و غيوم ...
تكاد تخفيها فلا يظهر منها سوي طيف أزرق خفيف ...
و نجوم تضئ الكون تختفي أيضا واحدة تلو الأخري , فلا نكاد نري سوي تلك السحب و الغيوم ...
أكاد أراها أشباحا تخفي وراءها أجمل سماء ...
و أعود و أتذكر أنه لولاها لما حصلنا علي خير تلك السماء ...
و اعود لأتذكر تلك الحكمة ...
و أعود و استعجب منّي و من حالي ...
أأنسي أم اتناسي ؟؟!!
انها حكمة الدنيا ...
انها سماء الخلود ...
انها دنيا الحكيم من رب حكيم ...
و سنظل نحن .. كما نحن ...
نبتلي فنحزن .. و نكافأ فنفرح ...
و أحيانا قد نتبادل الأحوال !!!
و ليتنا في كلاهما نمزج قليلا من الفرح مع كثير من الثناء ...
ليتنا نحيا في تلك الدنيا .. ليتنا نشعر بما نحن فيه من حياة ...
و لن نحيا طالما مازلنا لا نملك سببا للحياة ...
و لن نحيا طالما لا ندرك كيف الحياة ...
و لا أدرك أأعجز أنا عن الحياة أم تعجز الحياة عني ...
و لا أدرك ما لا أدرك و ما أدرك .. و كل ما أدرك أني الآن علي قيد حياة ...
و لكن أي حياة لا أدرك ...
و ليتني أدرك !!!
Thursday, July 17, 2008
أحلام بلا مأوي ..
أحلام حائرة .. بين ثنايا العمر تفني ..
و يفني ما سواها من أحلام ..
و تزداد حيرتها ..
تزداد وطئتها ..
و يزداد حريق تلك الأيام ..
و يبقي الحلم كغريق تائه بين وهم و ظنون ..
و دائما نصحو ..
و ما بال ذاك الحلم باقيا ..
ما أقسي صراخ تلك الأحلام ..
كم تمنيت أن تهدأ ..
كم تمنيت أن تذهب ..
كم تمنيت أن أحلم ..
و لكن .. بلا جدوي ..
أحلام بلا مأوي ..
كبريق نجم في عمق ظلام ..
ما لبث أن أضاء حتي أظلم ..
كطيف عابر في سماء شاردة ..
ما لبث أن اختفي ..
حقا .. انها أحلام ..
و لكن .. بلا مأوي ..
Esraa Hamed
12/1/2008
Sunday, July 6, 2008
فضفضات !!!
لا ندري ..
لا يجب أن نستسلم هكذا للحياة ..
من الطبيعي جدا أن تحدث كل الأشياء !!
من الممكن جدا أن تحدث جميع النتائج !! ، المرجو منها أو غير المرجو ، و علينا أن نتأقلم مع هذا ، علينا أن نضع في اعتبارنا عند التخطيط لأي شئ جميع احتمالاته الممكنة الحدوث ، فلا نظرة تشاؤمية بحته و لا تفاؤلية غير متقبلة للسوء ، و قد قيل خير الأمور أوسط الأشياء ..
يسميها البعض واقعية ، و يسميها آخرون تعقيد ، و يسميها آخرون تشاؤم , و كل حسب اتجاهات فكره ..
لماذا نُصدم دائما من سئ الأخبار ؟!!
و لماذا نطير فرحاً من سعيدها ؟!! فرحا ينسينا ما بعدها !!
لماذا نصر علي الحاق كل أذيً يحدث بشئ ٍ ما !!
مرة نقول دنيا و مرة بلد و مرة حكومة و مرة و مرة و كثير من المرات !!!
و كلها أشياء معنوية لا يحركها سوانا .. سوي أفكارنا .. أفعالنا و تفكيراتنا ...
إن لم يعجبنا ثمر بعض النباتات علينا تبديل تلك البذور ..
ان لم تروق لنا حياتنا !!
ان تعثرت أقلامنا و تاهت منّا أهدافنا !!
ان افلتت منا أيامنا !! و تغيرت معها كل النتائج علينا تغيير كل تلك الأفعال و بالتأكيد ستتغير معا كل النتائج ..
علينا أن نضع نصب أعيننا جميع الاحتمالات الممكنة و ندرك تمام الادراك انه لا من باب يُغلق إلا و فُتحت من دونه أبواب عدة ..
هناك من يمكثون يرثون بابهم المغلق فلا يلتفتون إلي الخير المنتظر لهم خلف الأبواب الأخري ، و هناك من يغلق بسلام و هو مدرك تمام الادراك ما آل إليه من خير الأبواب الأخري فيبحث عنها و يستمتع بخيرها إلي أن تُغلق بدورها فيبحث عن جديده دائما !!
هذة سُـنّة الحياة و تلك حياة المؤمن الناجح المرن ...
كل حياة مليئة حتما بتحديات تنقلنا من مرحلة لأخري .. من باب إلي باب !!
مشكلة الكثيرين أنهم قد تعودوا علي نمط معين لا يقبلون بتغيره و ان كان للأحسن و أري في هذا بعض من عدم الايمان و الثقة بالخالق الحكيم ..
أحيانا نخطئ عندما نظن أننا ملك أنفسنا , و من حقنا الاضرار بنا .. فحياتنا أمانة أودعها الله فينا .. و علينا حسن استغلالها ..
إسراء حامد
28/2/2008
Thursday, June 26, 2008
لخبطــــة !!!
ألوان كتيرة ملخبطة
ورق و كله شخبطة
لوحة ملامحها مشلفطة
لا باينة رسمة و لا شوية شخبطة !!
بالتة ألوان كبيرة
ألوانها ساحت عملت ألوان كتيرة
و الأصل تاه وسط الدنيا المريرة
و ساب دنيا آخر لخبطة !!
شخبطت حبه و الناس دي شاهدة
خطين تلاتة حسبوها وردة
ده قال جميلة و ده زهرة شاردة
و دي لسة مجرد شخبطة !!
عامل مفتح و في الأصل نايم
فنان حقيقي و لا أنت واهم
و الناس بتفتي و لا حد فاهم
و ناس في الخط مبلطة !!
بالفرشاة برسم و بلون كمان
حواليا لحن مش باين ناي من كمان
نسكت كفاية و لا نقول كمان
ده حتي الكلام ملوش معني و آخر لخبطة !!
دنيا عجيبة ...
جدور طينتها مليانة طيبة
سقوها سقية .. شقت ثمارها طلعت غريبة
يعني صباح اللخبطة !!
دنيا كبيرة معيّلة
حرة و بردو مسلسلة
عيشتها حلوة منيّلة
شابت و لسة مقطقطة !!
دنيا حلاوتها مشطشطة
لوحة ملامحها مشلفطة
لا باينة دنيا و لا شوية شخبطة
دي دنيا اخر لخبطة !!!
Esraa Hamed
1/2/2008
Saturday, June 14, 2008
بائعة المناديل !!!
تستيقظ مبكرا كعادتها ... تزيح كل الأسترة ... يوم مشرق جديد ... تنفض ما عليها من تعب و هواجس كل الايام .. و تبدأ يومها الجديد ..
تشبعها أشعة الشمس اللامعة .. تتراقص في كل أرجاء حجرتها الصغيرة .. ودت لو حطمت كل تلك النوافذ لتستمتع بمزيد من تلك الاشعة الذهبية .. تشعر و كأنها كنزها المترائي .. يترائي أمامها كل صباح ... يذكرها بأحلامها البعيدة .. فطالما تمني النيام حلول الصباح .. و طالما تمنت و لو جزء من أحلامها ... و طالما كانت لها تلك الاشراقات أملا و دليلا علي تحقق مزيدا من الأحلام .. فمع كل شمس تتفتح أحلاما جديدة ..
الساعة الآن الثامنة ... أمامها أقل من الساعتين ... بضع كسرات من الخبز الجاف كان فطورها .. بعض التمارين الخفيفة كان أداؤها اليومي ... تعودت علي البقاء مالا يقل عن النصف ساعة يوميا تناجي الطيور من شرفتها الصغيرة .. طيورها الصغيرة .. أصدقاؤها .. صافي و زغلول .. هكذا أطلقت عليهما ..
تتقاسم معهما لقيمات الحياة .. ودعتهما و استأذنتهما بالرحيل مع وعد منها باحضار بعض الحبوب التي يفضلونها .. ودعوها بزقزقات حانية ...
جمعت مناديلها .. و حاجياتها و في بضع ثوينات كانت بالخارج !!!
مرت حوالي نصف الساعة حتي وصلت لمكانها المعتاد .. و بدأت عملها كالمعتاد .. مناديل يا بيه .. مناديل يا هانم !!
هكذا كانت تجول الشوارع بائعة للمناديل .. هناك من يشتري .. و هناك من يستهزئ .. و هناك من تنم عيناه عن شره لا يعبر عن بني انسان ..
طالما اسعدتها تلك المهنة و طالما حققت لها مزيدا من أحلامها .. أسرار البشر .. لغة العيون .. طالما تمنت لو اتقنت تلك الفنون ..
أربعة أعوام متصله كانت فيهم بائعة للمناديل .. أربعة أعوام تعلمت فيهم الكثير .. تعلمت فيهم كيف تقرأ وجوه البشر .. العيون جسر يقود إلي دواخل الروح .. تجاعيد الأوجه انما هي خرائط لحياة أصحابها ..
ارتسمت علي ملامحها قوانين الحياة .. لفحت حرارة الشمس وجهها .. أكسبتها مزيدا من الجلد .. مزيدا من القوة .. مزيدا من الحياة ..
كانت صديقة ملازمة لنجم الصباح .. شمس الأصيل .. ما تلبث أن تغيب حتي تغيب معها و تعود لعصفوريها معها قليل من النقود تبتاع بها غذاءها و حبوبهما .. و تستعير كتابها الأسبوعي من عند عم ادريس ..
هكذا عاشت حياتها البسيطة .. تتعجز علي سنونها الثلاثين .. و تتونس بعصفوريها اللذان ألفاها و آلفت الحديث معهما .. هكذا انحصرت حياتها بين كتاب يتجدد كل بضعة أيام .. تحاوطها أكياس المناديل .. و تتراقص علي زقزقات صافي و زغلول كلما شعرت بضيق الكون عليها و طالما أحست بسعادة تغمرها لا تعرف مصدرها ..
لا تعلم ما الذي جعل شريط أيامها يدور أمامها في تلك الساعة .. لا تعلم ألفخر تراه فيها .. أم لملل تصحبه رغبة في تغيير ذلك النمط اليومي لحياتها ..
يوم حار طويل .. شمس حارقة .. صخب و هتافات .. اليوم ليس ككل الأيام .. ثمة شئ غريب يدور حولها لا تدريه .. إنه الحدس .. الرؤية الداخلية ..
سيارتان تصطدم أمامها .. يعتذر احدهما للآخر بينما أحست أحدهما كان يعد نفسه ليصب كل غضب العالم علي رأس ذلك المعتذر .. و كما تعودت لفيف من المارة يصطف و كأنهم هم الأخرون قد أعدوا أنفسهم لفض نزاعات الشوارع .. و كأنها هي الأخري قد أعدت نفسها منذ زمن لمراقبة ما تراه و الاحتفاظ به لسبب إلي الآن يحاصرها غموضه .. و كأن لكل مار دوره الذي يسير من أجله ..
تمر عليها الساعات .. مازال الشارع يحتبس سائريه .. ما أقسي ذلك الشعور بالملل .. ملل يخترقه ترقبات لما أملاه عليها حدسها .. أصبحت تحملق في وجوه البشر .. تشعر أن لكل منهم سر يخفيه وراء تلك العينين .. ودت لو تخترق كل تلك العيون .. ربما نوعا ما من الفضول .. ربما هناك قدر جديد ينتظرها لينتزعها من بين مناديلها المبعثرة !!!
ألم بسيط أصاب معدتها جعلها تعود أدراجها إلي عصفوريها .. ربما كان ذلك الألم أيضا لحكمة ما .. ربما كانت عودتها المبكرة تلك لسبب آخر .. لا تعلم كيف ربطت بين ذلك الشارع العجيب و ما يحمله من أشخاص يتناقضون و يتفقون .. من أحداث و روايات .. من عيون و أسرار .. و بين حياة كل من يحيا عليه .. و كأن تلك الحياة هي ذلك الشارع .. و تذكرت حادث تلك السيارتين و كيف أن لكل مار بذلك الشارع دوره الذي خلق لأجله .. استشعرت معني القدر .. الأقدار .. و كأن كل شئ قد قدر لنا منذ ولادتنا .. و علينا أن نكتشف أقدارنا بأنفسنا و نعمل من أجلها .. وجدت الأفكار تنساب في رأسها .. لا تعلم ما الذي جاء بتلك الوريقات أمامها .. ربما كان ذلك القدر .. بحثت عن قلم فوجدته و كأنه بانتظارها .. و قررت الخوض في حياة جديدة بين تلك الوريقات .. قررت أن تكتب كل ما يعتريها .. كل ما تشاهده .. كل ما تسمعه .. و ما تشعره .. ربما كان هذا ما أملاه عليها حدسها .. ربما كان هذا ما أعده لها صانع الأقدار ..
" تري ما أسرار تلك الأوجه .. تلك القناعات .. وجوه تكاد طيبتها تشق عنها .. و وجوه يبدو عليها سخط العالم .. و عيون لا سبيل للغوص في دواخل روحها .. لا تظهر سوي بعض الشرود المصحوب بحزن عميق .. ورع يغطي قلوب البعض .. و فجور يطل من أعين البعض الآخر ..
سواد يسود لون الأرض .. و صفاء يعم لون السماء .. منتهي التناقضات .. و كأن ذلك الشارع هو طريق الحياة .. يعبر كل عابر منه حاملا علي ظهره حقيبة أحلامه .. تحرق حرارة الشمس البعض فيلقونها ليسرعوا طريقهم .. و هناك من تسرق حقائبهم .. و كثيرون من اكتفوا بحمل حقائب غيرهم راضيين ببعض لقيمات تطعمهم اياها حيواتهم .. قليلون فقط من يكملون طريقهم الي أن يصلوا لنهاية رحلتهم الطويلة حيث يتمكنوا من استخراج تلك الأحلام .. و حتي هؤلاء منهم من يفقد مفتاح حقيبته فيعود ادراجه لحيث اتي .. و منهم من يساعده آخر في فتحها فيتقاسم معه ما بها .. و في النهاية معدودون من يستخرجون أحلامهم المدفونة في حقائبهم ..
ياالله .. حتي هؤلاء المعدودون قليلون منهم من يجيدون الحفاظ علي تلك الأحلام بعد استخراجها .. و قليلون قليلون من يجيدون الاستمتاع بها .. و كأن الاستمتاع بتلك الدنيا لا يحق إلا فقط لمن يستحق .. "
تري ما كان حلمها ..أأكتفت فقط بالغوص في أسرار العيون .. أم كانت بائعة المناديل حلم يرضيها .. لا تحوي حقيبتها سوي بعض المناديل .. و لكن بجعبتها أسرار عيون البشر .. بعينيها تساؤلات .. تذكرت مقولتها " انما لكل سائر دور تجاه ذلك الشارع " و اعتقدت ان دورها كان في متابعة و تعلم لغة العيون .. ربما الآن فقط قد زاد علي ذلك تدوين ماتراه !!
" استعجب سعادتي رغم كوني بائعة للمناديل .. عصفوران صغيران .. حجرة تشققت جدرانها .. لقيمات لا تكاد تشبع عصفوريّ .. و لكنها رغبة الحياة .. و كأن نظرتنا للأمور تعكس صورتها .. و كأن ذلك العالم علي كبره و ضخامته ما هو إلا مرآة لنا .. لحياتنا .. تتجسد مشاكل العالم أحيانا في أعين هؤلاء الذين يطلون من سيارتهم الفخمة .. ينظرون بعطف ليشتروا كيسا من المناديل .. و ربما تجتاح السعادة آخرون يظهر عليهم ضيق ذات اليد .. أشعر بسعادة تعتري عصفورين حبستهما الحياة في قفصها الصغير .. لا يملكان سوي قوت يومهما .. و حب كل منهما للأخر .. أعشقهما عندما يزقزقان مالئين الكون بألحانهما الرقراقة .. ربما كانت تلك السعادة التي تعتريهم ربما لإسعادهم الكون بتلك الزقزقات .. ما أجمل ذلك العطاء الذي أحسبه مانح السعادة الأعظم .. علي قدره تكون سعادتنا .. " .
تتفتح عيون علي بهاء زمانها ..
تسعد فتري للوجود بريقا ..
و تغلق عيون أخري مكانها ..
فلا تري سوي ظلم الطريق ..
و يبقي الكون أقساما ..
و تبقي دواخلنا تضفي علي الوجود ألوانا ..
و تبقي العيون ترسم ما تود رؤياه ..
فتتلون عيون الكون بلون منظار رائيها ..
و تتفتح الدنيا إن استيقظ ساكنيها ..
و تبقي حيواتنا مرآة لذاتنا ..
و نكون كما نحن .. نلون أزماننا بما فينا ..
كانت مرتها الأولي التي يترجم قلمها ما علمته إياها أيامها .. خطـّت سطورها و استعادت ذلك المعني .. فكرة الأقدار .. ألم أصابها حسبته شرا و بين طياته خير ينتظرها .. عودة مبكرة .. وريقات تبعثرت أمامها لا تعلم من جاء بها .. و عصفوران ملئا الكون إلهاما .. فكل شئ مهما كانت ضآلته يحمل في طياته حكمة قد تغير حياة أشخاص ... ما أغربها تلك الحياة .. تفيض علينا أحيانا بخيرها .. و أحيانا تسلبنا و ما نملك .. و ربما كانت الثانية هي ذات الخير الأعظم ..
تستلقي .. تفكر بما خطـّته يداها .. تفكر فيما أهدته إياها الحياة .. تتذكر كتابها فعليها أن تعيده بالغد .. تقرأ به حتي يغلب النعاس علي عيونها ..
و لكن أحداث اليوم يبدو أنها قد حالت بينها و بين الخلود إلي نوم عميق .. لا يغمض لها جفنين .. فحدسها اليوم ألهمها بالكثير و عليها كما اعتادت القول "البحث وراء مانقوله لأنفسنا في ساعات اللاوعي التي تحيانا قبل أن نحياها .. و علينا اقتناص تلك الفرص التي تومض بها الحياة أحيانا .. " .
غالبها النعاس أخيرا .. و لم يوقظها سوي صافي و زغلول اللذان راوداها منامها فأيقظاها علي حلم جديد راودها .. سر جديد من أسرار الحياة !!
اسراء حامد
7 مارس 2008
Tuesday, May 6, 2008
أحيانا و أحيانا .. 2 ..
* أحيانا يكون ما يشعرنا بالأمان هو أكثر ما يخيفنا , و أحيانا قد يكون الخوف هو أمانا لا يدركه الا من يشعر به .
* أحيانا نخاف من المستقبل فلا نلتفت للحاضر فنضيع الاثنين .
* أحيانا قد نعي ما نكتب و أحيانا قد نطلق للقلم العنان ..
* أحيانا نعذب أقرب الاشخاص إلينا دون أن ندري ..
* أحيانا يكون القلم طبيبا نفسيا .. و أحيانا يكون صديقا وفيا .. و أحيانا قد لا يكون سوي أداة لعقل مسلوب ...
* أحيانا قد نكرر أخطاءا قديمة دون أن ندري .. و عندما ندرك لا يكون أمامنا سوي الاكمال في طريق مقفول ..
* أحيانا نكون مدينين لأخطائنا بالشكر و العرفان .. فلولاها لما أصبحنا فيما نحن فيه الآن ..
* أحيانا يكون العقل هو سبب النعيم .. و أحيانا يكون هو سبب الشقاء ..
* أحيانا يكون التفكير هو سبب كل الآلام .. و أحيانا قد لا تداوي تلك الآلام إلا بمزيد من التفكير ..
* أحيانا يكون علينا إطفاء الحريق .. و أحيانا يكون علينا الهروب منه ..
* أحيانا تتساقط أوراقنا واحدة تلو الأخري ليطيح بها الهواء في كل مكان ..
* أحيانا قد نتسبب في أذى لأقرب الأشخاص .. و أحيانا قد لا نملك الدفاع عنــّا ..
* أحيانا نسير في طريق لا نهاية له .. و نظل هكذا إلي أن يفيقنا حدث ما .. أو تسوقنا الرياح للاتجاه المقابل ..
* أحيانا تكون دموع القلب اللامرئية أصدق ألف مرة من دمع العيون ..
* أحيانا يجتمع دمع القلوب مع ابتسامات و سعادة الوجوه و كثيرون من يجيدون العكس ..
* أحيانا لا نملك سوي الهروب من أنفسنا قبل كل شئ ..
* أحيانا يكون الهروب هو العلاج الوحيد .. و أحيانا يكون هو مرض جديد ..
* أحيانا قد لا نملك من تلك الدنيا سوي قلم و بضع وريقات ..
* أحيانا قد نقود حياتنا .. و أحيانا قد تقودنا هي إلي واقعها المرير ..
* أحيانا تكون الشموع أملا يضئ الطريق .. و أحيانا تكون يأسا عندما عندما تفني من كثر الدموع ..
* أحيانا نيأس و نقرر العودة و لا ندرك أننا علي بعد خطوات من هدف سعينا إليه أياما طويلة ..
* أحيانا تنتابنا أحوالا لا تتركنا و أحيانا ننتاب نحن تلك الأحوال ..
* أحيانا تلامسنا أحاسيس لا نعرف مدي صدقها .. لا سبيل للعثور علي حقيقتها سوي الانغماس في تدوينها .. أو ربما محاولات فاشلة للتخلص منها ..
* أحيانا تتصارع حولنا الأيام .. فنتركها في صراعاتها الحمقاء و ننشغل بما يلهينا و لو كان بعض السخافات ..
* أحيانا تتجمد علي ألسنتنا الكلمات فلا نستطع ابتلاعها و لا هي تمكننا من اطلاقها ..
* أحيانا تحمل كلمة مئات الكلمات و أحيانا قد تعجز كل الكلمات عن كلمة واحدة .. و أحيانا قد تختلط كل الكلمات فلا تبقي سوي حروف تائهة بين ثنايا تلك الكلمات الحائرة " أحيانا و أحيانا "..